المهندس المعماري

المهندس المعماري: كيف تعمل عملية التصميم المعماري؟

هل تتساءل من هو المهندس المعماري؟ وعن كيفية عمل عملية التصميم المعماري؟ هذا المقال مخصص لك! في هذه المدونة، سنقوم بتفصيل هوية المهندس المعماري ومراحل عملية التصميم المعماري وما يمكن أن تتوقعه عند العمل مع مهندس معماري لتصميم منزلك المخصص أو تجديده.

من هو المهندس المعماري؟

الهوية المتغيرة للمعماري:

لطالما انشغل الفلاسفة والممارسون بسؤال “ما هو الفرق بين العمارة والبناء؟”، لكن السؤال الأهم هو: من هو المعماري؟ هل هو فرد أم كيان مؤسسي؟ هل هو مجرد موظف أم حامل لرؤية ثقافية؟ هل يخدم السلطة أم يربط بين رأس المال والعمال؟

المعماري في القرن التاسع عشر:

في أمريكا ما قبل الحرب الأهلية، تنوعت هوية المعماري بين الفنان، والبنّاء، والمشرف، والرسام، وغيرهم. ثم ظهرت نخبة من المعماريين الذين سعوا إلى احتكار اللقب وبناء مكانة مهنية رسمية. ولكن ذلك أدى إلى تقليص دور المعماري ليصبح مجرد “مصمم مبانٍ”.

تقلص دور المهندس المعماري:

أدى التعليم الرسمي وتراخيص الدولة إلى تقنين دور المهندس المعماري، مما قلل من نفوذه مقارنة بمجالات أخرى كالهندسة، والتطوير العقاري، وإدارة البناء. المعماري، رغم ترخيصه، غالبًا ما يُستخدم لخدمة مصالح خاصة.

المعماري في المخيال الثقافي:

المعماري لا يزال يُنظر إليه على أنه رمز للمعرفة والرؤية. عبر العصور، كان المعماري إمبراطورًا، ثوريًا، مخططًا، ومبدعًا. في عصرنا، قد يكون المعماري شركة استشارية ثقافية أو وكيلًا لحل مشاكل مجتمعية.

التحول الاجتماعي:

مع الوقت، ظهر المعماري المستقل، الذي لم يكن بالضرورة من الطبقة العليا، بل قد يكون رسامًا أو بنّاءً أصبح يتعامل مباشرة مع العميل. وقد أدى تعدد الأدوار إلى لبس لدى العامة.

تحديات في القرن العشرين:

رغم هذه المحاولات، ظلت التحديات قائمة، خصوصًا مع زيادة تعقيد المشاريع والتطورات التقنية، ما زاد من مسؤوليات المعماري. لكن، ظهرت تساؤلات حول تعارض المصالح إذا كان المعماري ممثلًا للمالك وحكمًا على أداء المقاولين في الوقت ذاته.

نحو مهنة جماعية:

بعد الحرب العالمية الثانية، أدى النمو السكاني، والتحضر، وزيادة الطلب على المباني إلى تعزيز دور المعماريين كفريق متكامل بدلاً من فرد واحد. بات المعماري جزءًا من منظومة تضم شركاء وموظفين ومستشارين

من هو المهندس المعماري؟ ما دوره في عملية التصميم المعماري

الخطوة 1: البرمجة (مرحلة ما قبل التصميم)

البرمجة المعمارية قد تبدو معقدة، لكنها في الواقع مجرد الاسم الذي نطلقه على أولى خطوات التصميم لعملائنا في المنازل المخصصة أو مشاريع التجديد.
في هذه المرحلة، نحدد نطاق العمل، ونناقش أولوياتك، ونتفق على رؤية المشروع.

سيُطلب منك التفكير في الأمور التالية:

  • ما الذي تريده من المنزل من حيث نمط الحياة؟ كيف نصمم منزلاً يتناسب مع طريقة عيشك؟
  • توقعاتك حول الجدول الزمني ومواعيد التنفيذ
  • رؤيتك لتخطيط المنزل من الداخل والخارج
  • ما تريده من حيث طابع المنزل وأسلوبه المعماري

الإجابات على هذه الأسئلة (وغيرها) توفر لنا فهمًا عميقًا لاستخدامات المنزل وظروف المعيشة والتي سنستخدمها لتصميم منزل مصمم خصيصًا لك ولأسرتك.

بالطبع، سيكون لدينا بعض المهام أيضًا، مثل جمع معلومات حول موقع البناء أو المنزل القائم (إذا كان المشروع عبارة عن تجديد)، بالإضافة إلى العمل على الميزانية، القوانين التنظيمية، الأكواد البنائية، واستشارة المختصين.

نصيحة مهمة: هذه الخطوة بالغة الأهمية. البرنامج الجيد يوفر الوقت والمال ويجنبك الكثير من المشكلات لاحقًا كما يساعدنا في تحقيق منزل أحلامك.

نصائح للنجاح:

  • اطرح الأسئلة! المهندس المعماري يرحب بأسئلتك وسيسعد بشرح أي مصطلحات أو مفاهيم حتى تشعر بالراحة.
  • افهم تكلفة بناء المنزل المخصص لمساعدتك في مواءمة ميزانيتك مع توقعات التصميم.

الخطوة 2: التصميم التخطيطي

بعد أن نتفق على الرؤية والاتجاه العام، نبدأ مرحلة التصميم. في هذه المرحلة، نقوم بتحويل رؤيتك إلى رسومات تُعرف بـ “التصميمات التخطيطية”.
هذه فرصتك لاستعراض التصاميم والتخيل وكأنك تعيش فيها، في أوقات مختلفة من اليوم (ولا بأس ببعض بقع القهوة أو النبيذ على الأوراق أثناء التفكير!).

التصميم التخطيطي يبدأ عادةً برسومات يدوية أولية.

مشاركتك في هذه المرحلة مهمة جدًا، حيث تبدأ ملامح المنزل بالظهور. من الضروري تحديد آلية واضحة لاتخاذ القرار وسنساعدك في ذلك.

كما سنقوم بتقييم مبدئي لما تم تحديده في مرحلة البرمجة، بما في ذلك الجدول الزمني والميزانية المبدئية للبناء.

بمجرد الموافقة على التصاميم، تصبح هذه الرسومات كافية عادةً لبدء مراجعة الحي (إن وُجدت)، لضمان توافقها مع القوانين واللوائح المعمول بها.

نصائح للنجاح:

  • تعاقد مع مقاول في هذه المرحلة واطلب منه تقديرات أولية للتكاليف الكبرى مثل أعمال الموقع، الأساسات، الهيكل الخارجي، والتغليف.
  • إذا كنت تخطط للاستعانة بمصمم داخلي، يُفضل إشراكه الآن لمراعاة أي تعديلات بسيطة على المخطط قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.

الخطوة 3: تطوير التصميم

في هذه المرحلة، نقوم بتحويل التصميمات التخطيطية إلى نموذج ثلاثي الأبعاد أكثر تفصيلًا وشمولية، يشمل مساهمات من الاستشاريين وأفراد الفريق الآخرين.

النتيجة: تطوير تصميم منزل متكامل يوضح مدى قابليته للبناء.

سنراجع معًا كيف تعكس المواد والتفاصيل الهيكلية والتشطيبية ما تم تحديده في مرحلة التصميم التخطيطي. هل التصميم يعكس أهدافك؟ هل هناك توازن بين العناصر؟
وفي الوقت ذاته، نقوم بمراجعة الأنظمة المختلفة مثل التكييف والتهوية لضمان كفاءتها وانسجامها داخل التصميم.

تنويه: بمجرد الموافقة على هذه المرحلة، فإن أي تغييرات كبيرة قد تتطلب رسومًا إضافية. وبعد بدء البناء، تصبح التغييرات مكلفة للغاية، خصوصًا التعديلات الهيكلية. من الأفضل التحدث الآن لتوفير الوقت والتكاليف لاحقًا.

في نهاية هذه المرحلة، نُعد مخططات الأرضيات بمقاييس دقيقة، وواجهات المبنى، وتحديد موقعه في الأرض، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة التالية.

نصائح للنجاح في تصميم المنزل المخصص:

  • إذا كنت مهتمًا بتحقيق وفورات في تكلفة بناء منزلك من خلال ما يُعرف بـ”الهندسة القيمية”، يجب إشراك المقاول من البداية لتجنب إعادة التصميم المكلفة بعد الانتهاء من الرسومات التنفيذية.
  • عند تعيين مستشارين، ابدأ بالمهندس الإنشائي ليبدأ تقييماته مبكرًا.

المرحلة الرابعة: الرسومات التنفيذية (Construction Drawings)

في هذه المرحلة، يتم استكمال الرسومات اللازمة لتقديمها للحصول على التصاريح ولبدء البناء. تشمل هذه الرسومات كل متطلبات السلامة والقوانين، وتكون بمثابة مرجع لجميع المشاركين في المشروع، مثل المصممين الداخليين، والمهندسين، ومهندسي المناظر الطبيعية، وغيرهم.

الخطوات التالية بعد التصميم المعماري

بعد اكتمال التصميم المعماري، تكون مستعدًا للبناء. دور المعماري في هذه المرحلة يعتمد على الاتفاق المسبق، لكن في بعض المكاتب (مثل KGA)، يبقى المعماري متاحًا خلال البناء للإجابة عن أي استفسارات.

التعاون مع فكرة التصميم

في فكرة التصميم نعتبر عملية التصميم رحلة إبداعية تتحول فيها الأفكار إلى واقع ملموس.  يتضمن فريقنا الهندسي كوادر ذات خبرات وكفاءات عالية، ويسعى فريقنا دومًا على تقديم تصميم هندسي معتمد وشامل ويترجم مشاعر العميل خلال العملية التصميمية، كما نحرص على أن يكون كل مشروع مُحقق لمتطلبات ورغبات العميل وأن يكون متناسب مع نمط حياته وذوقه الشخصي.

الخلاصة:

هل لا يزال من المنطقي في القرن الـ21 أن نحصر لقب ” المهندس المعماري” ضمن حدود قانونية ضيقة؟ تطور المهنة، وتوزيع المسؤوليات بين جهات متعددة، وتداخل المهارات الفنية والإدارية، كلها تشير إلى أن اللقب لم يعد يكفي لاحتواء كل ما يفعله المعماري. لذا، فإن “المعماري” لم يعد فقط من يحمل رخصة، بل من يؤدي دورًا فاعلًا في تحويل الأفكار إلى واقع ملموس في البيئة المبنية.

 

قد يعجبك أيضا
التصنيف: مقالات