اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية

زها حديد

انبثق اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية منذ طفولتها في العراق، حيث تأثرت بأشكال الطبيعة في الأهوار وبالعمارة السومرية القديمة.

تلك التجارب المبكرة غرست في داخلها حبّ الأشكال الانسيابية والفضاءات المتصلة، وهو ما ترجمته لاحقًا في أسلوبها المعماري المميز القائم على الديناميكية والانسيابية والتعقيد باستخدام مواد وأشكال متقدمة.
ورغم التحديات التي واجهتها كامرأة عربية في مجال يهيمن عليه الرجال، إلا أن تفانيها وإصرارها وروحها المبتكرة، مدعومة بتأثيرات فنية مثل الفن التجريدي، مكّنوها من تجاوز الشكوك وتحطيم الحدود لتُبدع مبانٍ أيقونية حول العالم. هذا الإرث جعلها تحصد اعترافًا عالميًا وجوائز مرموقة، من أبرزها جائزة بريتزكر المرموقة للعمارة.

شغف زها حديد بالعمارة

“كنت صغيرة جدًا في الحادية عشرة من عمري فقط عندما قررت أن أصبح مهندسة معمارية. في ذلك العمر، لم يكن هناك سبب واضح، كان مجرد إحساس داخلي، فضول دفعني لاكتشاف هذا العالم”، تقول زها.

“إن جمال المشهد الطبيعي حيث ينساب الرمل والماء والقصب والطيور والمباني والبشر معًا بتناغم لم يغادرني أبدًا”، تقول زها. “أحاول أن أكتشف – بل أبتكر – عمارة وأشكالًا للتخطيط العمراني تحقق شيئًا من هذا الانسجام ولكن بطريقة معاصرة.”

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: الإلهام والبدايات

  • الطفولة: بدأت علاقة حديد بالعمارة منذ طفولتها في العراق، إذ كانت ترافق والدها في رحلات إلى الأهوار، حيث لفت انتباهها تمازج بيوت القصب مع الماء والطبيعة، وهو الإحساس بالتدفق والاستمرارية الذي سعت لاحقًا إلى تجسيده في تصاميمها.
  • الفن المبكر: علّمتها والدتها الرسم، فأصبح وسيلة أساسية في تفكيرها المعماري. كما استلهمت من الفن التجريدي، واستخدمت اللوحات والرسومات لتطوير تصاميمها الطليعية المستقبلية.
  • المسار الأكاديمي: درست الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم انتقلت إلى لندن عام 1972 لدراسة العمارة في مدرسة الجمعية المعمارية (Architectural Association)، إحدى أبرز المؤسسات المعمارية في العالم.

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: تأسيس مكتبها الخاص

عام 1980، أسست زها مكتبها المعماري Zaha Hadid Architects. خلال العقد التالي، كرّست نفسها للتدريس والبحث، فشغلت كرسي كينزو تانغه في جامعة هارفارد، ودرّست في مدرسة الجمعية المعمارية.
اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: الانطلاقة والتحديات

أول إنجاز بارز لها جاء عام 1983 حين فازت بمسابقة تصميم مركز ترفيهي في هونغ كونغ باسم The Peak

كانت الفكرة جريئة: اقتطاع أجزاء من الجبل لإنشاء منحدرات صناعية، مع إدخال أشكال هندسية حادة تشبه الشظايا الزجاجية. ورغم أن المشروع لم يُنفّذ بسبب إفلاس المطور، إلا أن رسوماتها ولوحاتها عُرضت لاحقًا في متحف الفن الحديث بنيويورك كأعمال فنية قائمة بذاتها.
في سنواتها الأولى، واجهت رفضًا متكررًا لمشاريعها في بريطانيا وأماكن أخرى، بحجة أن تصاميمها مكلفة أو “غير واقعية”. بل إن مقترحها لتصميم دار الأوبرا في كارديف رُفض مرتين رغم إشادة النقاد به. وقد علقت قائلة: “أنا امرأة، وأقوم بأعمال غريبة… أعتقد أن كل ذلك تداخل معًا ليرفضوا ما أقدمه”.

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: التكنولوجيا تلحق بخيالها

مع تطور البرامج الحاسوبية ثلاثية الأبعاد وظهور مواد بناء مبتكرة، أصبح من الممكن تنفيذ تصاميمها. أول مشروع مكتمل لها كان محطة إطفاء فيترا في ألمانيا عام 1993، ثم توالت الإنجازات مثل قفزة التزلج في بيرغيسيل بالنمسا، والمبنى المركزي لشركة BMW في لايبزيغ.
عام 2003 افتتحت متحف Rosenthal Center for Contemporary Art في سينسيناتي، أول متحف أمريكي تصممه امرأة، والذي وصفه ناقد نيويورك تايمز بأنه “أهم مبنى أُنجز منذ الحرب الباردة”.

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: أسلوبها المعماري

تميزت زها برفضها الأشكال التقليدية المستطيلة، فالعالم كما كانت تقول “ليس مستطيلًا”. مبانيها جسدت الحركة والديناميكية، فصممت أبراجًا في دبي مستوحاة من حركة أعشاب الأهوار، ودار أوبرا قوانغتشو لتشبه الحصى في مجرى الماء، ومركز حيدر علييف كمنحنيات متدفقة تشبه الموجة. من المباني الأخرى التي تحمل بصمتها: مركز الألعاب المائية

مقاربتها للعمارة

  • السيولة والحركة: كانت تسعى إلى تصميم فضاءات “معقدة، ديناميكية، وانسيابية” تتجاوز القواعد التقليدية، مؤكدة على مفهوم الاستمرارية والتدفق.
  • الابتكار والتكنولوجيا: رأت في التكنولوجيا أداة قادرة على فتح آفاق جديدة في العمارة، وأعادت قراءة تجارب الحداثة لتكتشف إمكانات معاصرة للتصميم والبناء.
  • المقاربة البينية: ميّز عملها الجمع بين الدقة التقنية والرؤية الفنية، إذ لم تقتصر على المباني بل امتدت أعمالها لتشمل تصميم الأثاث والتخطيط العمراني.

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: مواجهة العقبات وتحقيق الاعتراف العالمي

  • تحدي التقاليد: كثيرًا ما وُصفت تصاميمها بأنها مكلفة أو معقدة إنشائيًا، ما واجهها بموجة من الشكوك والمقاومة داخل الوسط المعماري.
  • الاعتراف العالمي: أصبحت زها أول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر عام 2004، ثم حصلت على جائزة ستيرلينغ البريطانية مرتين (2010 و2011)، كما نالت لقب “سيدة” من ملكة بريطانيا عام 2012. وفي 2016، حصلت على الميدالية الذهبية الملكية من المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين، كأول امرأة تنال هذا التكريم.
  • الروح الريادية: كسرت الحواجز حين أصبحت أول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر (2004)، وحازت لاحقًا الميدالية الذهبية الملكية من المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (2015). ألهمت بذلك أجيالًا جديدة من النساء في مجال العمارة.

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: حياة مكرّسة للتصميم

  • تركيز استثنائي: عُرفت زها بتركيزها الكامل على عملها، حتى قيل إنها كانت تفكّر وتحلم بالعمارة باستمرار.
  • أثر باقٍ: قالت زها في مقابلة عام 2006: “إذا لم تقتلك العمارة، فلست جيدًا بما يكفي.” جملة تختصر شخصيتها الصلبة وعزيمتها التي لا تعرف التوقف. وبرغم رحيلها عام 2016، فإن إرثها حاضر في كل مبنى تركته، وفي كل مشروع يكمله فريقها اليوم، يستمر مكتبها Zaha Hadid Architects (ZHA) في ريادة التصاميم المبتكرة، ليظل إرثها محفورًا في المشهد المعماري العالمي كأحد أعظم رموز العمارة المعاصرة.

اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية: ما جعل زها مختلفة

كانت زها مزيجًا نادرًا:

  • مهندسة معمارية بارعة ورائدة أعمال ذكية.
  • مصممة مبتكرة ومدافعة شرسة عن النساء العربيات في المهنة.
  • مبتكرة أيقونات عمرانية تمنح المدن هوية ثقافية جديدة.

هذا المزيج من المواهب جعلها تصل إلى نجومية عالمية، وأكسبها مكانة فريدة لا ينافسها فيها أحد.

الخلاصة

إن ما قدمته زها حديد من عمارة استثنائية يدفعنا اليوم إلى التفكير بشكل مختلف حول التصميم والتخطيط العمراني. في مكتب فكرة التصميم من مجموعة عبد الرحمن المعيبد، نسعى لاستلهام هذه الروح المبدعة من خلال تقديم خدمات تصميم متكاملة تعتمد على الابتكار والتقنية الحديثة، لنخلق مساحات معمارية تعكس هوية عملائنا وتلبي احتياجات المستقبل.

خدمات مكتب فكرة التصميم:

نتميز في مكتب فكرة التصميم مكتب هندسي معتمد في السعودية في نهجنا الإبداعي الذي يركز على العميل، مما يضمن أن يكون كل مشروع تحفة فنية ووظيفية. تتضمن خدماتنا:

1.    خدمات التصميم المعماري من فكرة التصميم

فكرة تصميم شركة تصميم معماري تقدم خدمات التصميم والإنشاء المعماري للمشاريع السكنية أو التجارية أو الإدارية. تصاميمنا تتضمن مخططات معمارية، إنشائية، كهربائية وصحية تتماشى مع أحدث المعايير الهندسية. وتشمل:

o       التصميم المعماري السكني

تقديم تصاميم ومخططات معمارية للڤلل السكنية، تتضمن مخططات معمارية، إنشائية، كهربائية، صحية مع تصميم للواجهات الخارجية والسور. تواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك التصميمية!

o       التصميم المعماري الإداري

تقديم تصاميم ومخططات معمارية للمباني والأبراج الإدارية، التعليمية والصحية تشمل مخططات إنشائية، كهربائية وصحية، مع تصميم الواجهات والسور وحصر الكميات. وتشمل كل من:

  • المباني والأبراج الإدارية
  • التصميم المعماري في مباني المستشفيات
  • التصميم المعماري للبنوك

o       التصميم المعماري التجاري

تشمل تصاميمنا كل من التصميم المعماري للفنادق إلى المحلات والمجمعات التجارية، وكذلك التصميم المعماري للسلالم.

o       تصميم معماري خارجي:

وفي هذا السياق فإننا نبتكر في التصميم المعماري الخارجي من تصميم واجهات خارجية إلى تصميم حدائق خارجية مميزة تعكس رؤية المشروع.

2.    خدمات الديكور والتصميم الداخلي من فكرة التصميم

فكرة التصميم مكتب تصميم داخلي نبرع في التصميم الداخلي للمساحات المختلفة سواء في المشاريع السكنية مثل التصميم الداخلي والديكور للفلل والفلل المودرن، وكذلك التصميم الداخلي التجاري والتصميم الداخلي الإداري. وتتضمن خدماتنا:

o       التصميم الداخلي السكني

تصميم للمناطق الداخلية للڤيلا باعتماد على طبيعة حياة أفراد العائلة وذوقهم الشخصي، يتم تقديم خيارين للأفكار بتصاميم ثلاثية الأبعاد ورسومات تنفيذية، تشمل مخطط التوزيع، مخطط الأسقف الإنارة مخطط الأرضيات والواجهات الداخلية.

o       التصميم الداخلي الإداري

تصميم مكاتب العمل للشركات والمؤسسات بطابع يعكس رؤية وأهداف كل مُنشأة، مع تقديم فكرتين للتصميم تشمل لقطات ثلاثية الأبعاد للحيزات الداخلية، رسومات تنفيذية وكتيب مواصفات الشطيبات وقطع الأثاث.

o       التصميم الداخلي التجاري

تصميم لمشاريع تجارية من محلات، مطاعم ومقاهي بطابع إبداعي يجذب الفئة المستهدفة، يتم تقديم خيارين للأفكار تشمل لقطات ثلاثية الأبعاد للحيزات الداخلية، رسومات تنفيذية، كتيب مواصفات التشطيبات وقطع الأثاث.

3.    الإشراف

متابعة دقيقة لكافة مراحل العمل مع دعم فني للعميل طوال المدة، يشمل:

  • الإشراف على العظم

إشراف على تنفيذ أعمال العظم، ابتداءً من الحفر مع متابعة دقيقة لكافة مراحل العمل من خلال كوادر إشراف متميزة.

  • الإشراف على التشطيبات

إشراف على أعمال تنفيذ التشطيبات الداخلية من جدران، أرضيات، أسقف، إنارة والأثاث حتى يُسلّم المشروع للمالك مع التأكد من مطابقته للتصميم.

4.      الفرز

تجزئة وتقسيم الأراضي السكنية إلى قطعتين أو أكثر -على حسب مساحة الأرض- ضمن مخطط هندسي معتمد، نُحدد من خلالها كافة معلومات كل قطعة أرض من المساحة والمناطق المشتركة، كما يلتزم أن تكون الأراضي السكنية مؤهلة لعملية الفرز وتحتوي على جميع الاشتراطات.

“تمامًا كما ألهمت أعمال زها حديد العالم، نحن في مكتب فكرة التصميم نؤمن أن كل مشروع يستحق لمسة فريدة ، تواصل معنا الآن لنبدأ معك رحلتك.”

قد يعجبك أيضا
التصنيف: مقالات